هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


`·.¸¸.·¯`··._.· (خلى لحياتك معنى) ·._.··`¯·.¸¸.·`
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مملكة العدل ...""قصة قصيرة"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
The manager
المدير العام
المدير العام
The manager


عدد الرسائل : 343
تاريخ التسجيل : 24/12/2008

مملكة العدل ...""قصة قصيرة" Empty
مُساهمةموضوع: مملكة العدل ...""قصة قصيرة"   مملكة العدل ...""قصة قصيرة" I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 26, 2008 2:47 pm

مملكة العدل
قصة قصيرة



ملكنا عادل ، وقلعتنا عظيمة ؛ هذا لو كان من حقنا أن ندعوها قلعتنا .فنحن لم نبنها ، ولم نشهد نشأتها .فقط وُلد فيها_بعد حين_ أجدادنا قبل أن يطردهم الملك إلى خارج أسوارها الحصينة حيث قريتنا . ولكننا_بعد سنوات_ لازلنا نعلم بأن من أنشأ مملكتنا هي الأسرة الحاكمة منذ قديم الأذل ويُورث الحكم لذي الدماء الملكية .
نعمل في قريتنا من أجل جعلها أفضل ، قليلنا هم من يعملون بكد . والأخرون يعملون بصدر ضيق والأكثرون هم من لا يعملون أبداً بل يخربون ما نعمره.
فرصة العمل متاحة لحسن بيئتنا الجغرافية ، البعض ينشر الشجر الكثيف الذي يحيطنا من كل صوب ، والبعض الأخر يصيد السمك فى المحيط الواسع الذي لا نهاية له ؛ يطوق جزيرتنا . تأخذ الأمواج الغاضبة _لسبب لا نعلمه_ بعض المجازفين بالصيد بالقوارب الخشبية إلى قلب المحيط ، أما هؤلاء الذين يصطادون وهم على اليابسة فيبقون بمأمن من الرحلة المجهولة . قيل بأن أحكم من في القرية هم الصيادين . قيل بأن المحيط يخبرهم سراً بأسراره وكنوز الحكمة . وقيل أيضاً بأن هؤلاء الصيادون أصابهم الجنون لكثرة النظر في لمحيط حيث الا نهاية . أما ما أؤمن به فهو ما قاله لي أبي يوماً ما قبل أن يأخذه المحيط ..همس في أذني"يظنُ البعض أن المحيط كائن خرافي ، هذا لأنهم لا يعلمون شيئاً عنه . لو دققوا النظر لوجدوا أنه هو الذي يعكس صورة السماء" رغم إيماني بما قاله ، إلا أنى حزنتُ كثيراً لأن المحيط أخذه فرددت لي أمي كثيراً : أنحزن من صورة السماء ؟" ..مواسيةً أياي ..أو مواسية أياها
واليوم . أبحث عن هويتي وعن مهنتي بعد أن بلغت مبلغ الرجال. أتأمل فى صمت هؤلاء الذين يحملون الخشب فوق أكتافهم ويمضون . وأؤلئك الذين يصيدون المعرفة من كنز المحيط . وأولئك الذين يحاربون الحيوانات المتوحشة للحصول على اللحم وبيعه فالكسب الوافر بعدها .تأخذني عيني إلى السماء حيث تلوح لي فوق الأشجار الكثيفة قلعتنا بسورها العظيم _هذا لو كان من حقنا أن ندعوها قلعتنا_فيأخذنى جلالة المشهد حيثُ السمو والعظمة .
أتمنى لو أدخلها يوماً . والأمر ليس بالتمني ، فحاكمنا هو الذي يختار من يريد أن يقربه منه . لينال شرف المكانة العظيمة .
وبينما أنا شارد في تفكيري أصابنى الأرهاق فجلستُ على ظل شجرة وصنعت من يدي هرمين ووضعت رأسي بينهم مهموماً .وبينما أنا جالس في أرهاقي وجدتُ مجموعة من فرسان القلعة تقترب فوق خيولهم مني .خفتُ فلم أشهد حدوث مثل ذلك أبداً .
ظننت أن حاكمنا أختارنى لأنال شرف الأنضمام إلى حاشيته . أو على الأقل شرف دخول القلعة _فقط دخولها .
توقف الناس عن العمل من حولي ، وترقب الجميع ما يحدث .
وقفتُ تبجيلاً وخوفاً . ظننتهم يريدوني . ولكنهم أجتازوني حتى وصلوا لأحد الصيادين .تكلموا قليلاً معه . لم يجرأ أحد من العامة على الأقتراب للأنصات . فجريتُ تجاه كوخنا فزعاً وما أن دخلته حتى صفعت الباب ساخطاً ، فقالت لي أمي : ما بك؟
فحكيت لها ما حدث . فأبتسمت قائلة : هل سبب غضبك ..هوخوفك مما حدث؟
أجبتها بسخط : لم أخف .. بل حزنت ..فقد تمنيت أن أكون المقصود .
_صيد السمك ..علمه الصبر! وأنت لا تمتلكه! وليس لأن والدك كان صياد فتكون كذلك ..والحاكم لا يختار إلا الصيادين لحكمتهم
_ هل شاهدتِ مثل هذا من قبل ؟
أجابت مبتسمة وهي تربت على صدري لتطمئنى : مرة واحدة ..سترى بعينك الأيام القادمة أفضل !
_ كيف ستكون أفضل ؟
_سترى !


مع مرور الأيام ، لم تتغير الأمور سوى للأسوأ ، تعجبت من ثقة أمي حين حادثتنى منذ أيام . صحيح أن الصياد أصبح المسؤول عن قريتنا بأمر من الحاكم لتنفيذ قوانين القلعة ، إلا أن المعارضين للصياد كثروا بشدة . و أكثرهم من صائدوا الحيوانات المتوحشة . وأصبحوا يلقبون أنفسهم بـ "المتمردين"
وكانوا ذو قوة ومال .ورأيتُ أن لهم من النفوذ ضعف ما للصياد . وتعجبتُ كيف يكلفه الحاكم بهذه الوظيفة وهو صياد أصابه الجنون من كثرة التأمل فى المحيط . فوجدت نفسي أردد ما يقال !
وأنقسمت القرية إلى فريقين .وكان عليّ أن أختار بينهما .أنظر إلى سور القلعة العظيم الذي يمنعنى . أتساءل : لماذا تركنا الحاكم هنا فى العراء ولم يدخلنا إلى قلعتنا ؟ _هذا لو كان من حقنا أن ندعوها قلعتنا_ فبدأت أشك في عدل الحاكم .
أسمع أحيانا الصياد الذى يسير فى الطرقات ينادينا أن نستمع إليه ويردد : الحاكم يستطيع أن يدمرنا فى لحظة ..وهو يملك من الجنود ما يكفي لأبادتنا ..هل أنتم قادرين على محاربته ؟
ينضم إليه القليل من الناس خوفاً من الحاكم وسلطانه فيكمل الصياد :كان عليكم طاعته وأظهار ولائكم ..لأهتمامه وأرسال القوانين التي تنظم حياتكم.
فينضم إليه القليل حباً فى الحاكم . وأظل واقفُ دون حركة . أتأمل الشغب الذي يقوم به "المتمردين" المؤدي إلى دمار القرية ..فأرى أنهم أكثر ظلماً من الحاكم . وأحياناً أستمع إليهم وهم يقولون بثقة : لقد ألقانا فى العراء ..نحن نريد الدخول إلى القلعة وأن نحيا حياة كريمة ..فبأي سفاهة يمنعنا ؟
ويكمل الصياد طريقه بين الناس قائلاً : من حكم فى ماله فما ظلم ..ومن طمع فيما لم يملك خسر ..والحاكم يختار من بيننا من يشاء ..أثبت ذاتك لتنال مكانتك عنده ..! بينما يقولون المتمردون مستهزئين : أثبت ذاتك ..! حين يؤكد الحاكم ..صك أحقيته للحكم !!!

تركتُ كل ما يحدث فى القرية ، وأصبحت أجلس أمام المحيط دون الصيد . أتأمل لونه وأخشى عمقه .وتمر الأيام وأنا بعيد عما يحدث ، والجوع يلتهم معدتي . أنظر إلى ظلال القرية فى الخلف ، أجد نيران الحرب لا تزال مشتعلة .
أقرر العودة لمعرفة ما ألت إليه الأمور . أتامل جميع الجياع من حولي. أرى أحد المتمردين يجلس مع عائلته لتناول اللحم . أكمل طريقي ببطيء صوب كوخنا . يتعالى إلى أذني صوت رجلان يتحادثان :
_ تردد القرية بأن الصياد مجنون لكثرة جلوسه أمام المحيط ..
_أو ليس كذلك ؟
_أجننت ؟ لقد كنت معي حين رأيت الفرسان توليه مهمة الحفاظ على القرية ..وتنفيذ قوانين الحاكم !
_الحاكم ذاته غير موجود ! فالأمر داخل القلعة يحكمه الفوضى ..فنحن لم نر الحاكم من قبل .. ولم أر فرسان ..هل يا ترى يوجد فرسان ؟!
_الحاكم غير موجود ؟.. من يحكم مملكتناً أذن ؟
ضحك وقال : نحن من سيحكمها !

أدركت أن نتيجة الثورة أوشكت أن تتضح ، دخلت إلى كوخنا .وجدت أمي تنذف . أتجت إليها مسرعاً وقلتُ : ما بكِ يا أماه ..
_أتترك أمك كل هذه المدة ..آهـ يا ولدي .. لقد ضربني بعض المتمردين !
_سينتهي كل شيىء يا أمي سأعلن ولاءي لهم فيبتعدون عني وأأمن شرهم ..
_لا ملك لهم يا ولدي !
سمعتُ صوت جلبة بالخارج ، خرجت وقد عزمت النية تماماً على أعلان الولاء لهم .وسمعت نداء معدتي لطعم اللحم ونسيت بكاء أمي .
رأيت فرسان الحاكم بالخارج يسيطرون على الوضع .وقُبض على المتمردين . نظرت إلى الصياد الذى عانى كثيراً الأيام الفائتة فتقابلت أعيننا .ورأيت فيها الأسف ، تعجبتُ ولم يطل عجبي ، فرأيت أنهم يقبضون عليّ لأنتماءئى للمتمردين . أردت أن أنكر ..لم يطعنِ لساني اليوم.فوجدت نفسي مع المتمردين نتجه فى صحبة الفرسان صوب القلعة . نظرتُ نظرة أخيرة إلى القرية ، فوجد الأهالي ومعهم الصياد يطفئون كل النيران .
وسمعت صوته يقول لهم : قال البعض أننى مجنون ..لأننى أجلس أمام المحيط ..لو دققوا النظر لوجدوه يعكس صورة السماء .تذكرت ما قاله لي أبي دوماً .وتشابه السلام الذي بدأ يحل بالذى كان أيام أبي.فرأيتُ الأثنين بحكمتهما يكادن يكونا واحد .ودخلت القلعة . وتحقق حلمي وسبب سخطي الأكبر على الصياد والحاكم . كانت قلعة جميلة جداً . يزينها البساتين من كل صوب ،وعبير الورود . وفراشات ملونة جميلة ترقص على صوت موسيقى خفية . وشعرت بروح أبي تطوف البساتين وترقص .رأيت كل هذا فى نظرة سريعة قبل أن يلقيني فرسان الحاكم خلف القبضان ...حتى صدر الحكمّ عليّ بالتعذيب مدى الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhayah.forumotion.com
 
مملكة العدل ...""قصة قصيرة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفيلم العربى "حسن و مرقص" نسخه Dvdripمساحه "700 ميجا"
» شويه رنـات "" افتكاسات ""
» ""تمرُد على أرض الشقاء ""
» المسرحيــــه الكوميديه "دو رى مى فاصوليا" للنجــــم سمير غــــانم
» فلسطين"اسطورة الفداء"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: